أحدث الأخبار :

جميع الأخبار

بيان الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب عن العمل المشين الذي قام به أحد الحاقدين على الدين والملة الإسلامية بإحراق القرآن الكريم في دولة السويد

مشاهدات: 524

+
خط
-

تاريخ الموضوع : 2023-01-26 الموافق الخميس ، ٤ رجب ، ١٤٤٤

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه، والحمد لله على نعمة الإسلام ونعمة القرآن ونعمة أن محمد بن عبدالله رسولنا ونبينا ، ونصلي ونسلم على خير الورى وإمام أهل التقي محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،،،وبعد:
فإن ماقام به عدو لله تعالى وحاقد على المسلمين هو واحد من سلسلة المنحرفيين وأعداء الله الذين لايكاد يخلو منهم زمان وكان أولهم المغيرة بن شعبة الذي قال {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ } [المدثر: 25، 26]فأجابه الله تعالى { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } [المدثر: 25، 26]ولحقه في موقفه ومقاله جماعة من  من المنحرفين حتى قال عدد منهم { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} [فصلت: 26] .
فهذا المسكين الجاهل عدو نفسه قد أحرق القرآن علامة لكرهه وعدم قبوله له وإنكاره لمنزله ولمن جاء به ، وهو بذلك يكشف عن عداوته لله تعالى ربه وخالقه وكذلك عظيم جهله وحمقه إذ فعل ذلك ليظهر لعموم الناس عن تلك الصفات فيه وهو لن يضر القرآن ولن يستطيع ولو اجنمع أهل الكفر كلهم من أولهم إلى آخرهم على إحراقه أو نبذه أن يحققوا غرضهم من الكتاب العزير الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد لأمر واحد وهو أن الله تولى حفظ كتابه فقال : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر: 9]
فالذي تولى حفظه هو رب العالمين، ومن ذا من البشر أو في الكون كله يستطيع أن يغالب الله تعالى فمن غالبه فهو المغلوب المهزوم المدحور ، وقد حاولت قريش قبل ذلك هزيمة القرآن وإزالته من الوجود بكل الطرق فلم يتمكنوا من ذلك، واندحروا في كل المواطن، ثم أسلموا ودانوا للقرآن وعظمة منزله، بعد أن أدركوا حقيقة أن القرآن إنما هو هداية لهم وباب لهم إلى كل رحمة في الدنيا والآخرة ، ثم هُزم بعدهم كل من حاول ذلك كالتتار والصليبيين وسائر أهل العداوة في كل مكان ، لا أقول في كل مكان أن المسلمون ينتصرون؛ ولكن في كل مكان وزمان يبقى القرآن ويندحر الأعداء، فإما أن يرجعوا مدحورين، أو يقتلوا، أو يهتدوا ويصبحوا دعاة للقرآن ومعظمين ومحبين بعد أرتال من العداوة والبغضاء وهذا كله مصداق قول الله تعالى {وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [الأنفال: 7، 8]
وقوله{قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49]
وقوله بعد أن أمر نبيه أن يقرأ الكتاب في كل صلاته وأن يتهجد به {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 81، 82]
فهذا الكتاب عزيز ولا يضره أن يحرقه مباهاة وطغيانا جاهل غر لا شرف له في نفسه، ولا عقل يردعه، ولا دولة تعلم رعونة مثل هذه التصرفات فتمنعه، ولكن ليعلم هو وجميع الشانئين أن الكتاب قد نصره الله على من هو أعتى منه وأشد وأقوى وأنكى، فرجعوا خاسرين مدحورين وبقي القرآن منارة لا تستطال، وشرفا لا يرام، وعزا لا يُغلب ولا يُغالب، فالقرآن الكريم يحفظه من المسلمين حبا وإجلالا  وتقديسا مئات الألوف من المسلمين يقرآونه عن ظهر غيب وهم في قوة حفظهم له أكثر من حفظ هذا الشقي لاسمه، أما من يقرأه من المسلمين فأكثر من مليار مسلم يقرأون من أجزائه شيئا في كل يوم أكثر من عشرين مرة في صلواتهم، ما يجعل القرآن الكريم لا يمكن أن يدانبه في تكرار قراءته أي كتاب في الدنيا منذ نزل وإلى اليوم وإلى قيام الساعة بل لو قارنت قراءة القرآن في اليوم الواحد من قبل المسلمين مع كل قراءة وجدت في الأرض لجميع المقروءات فيها في اليوم الواحد لكانت قراءة القرآن تفوق كل ذلك،  والحمد والمنة في كل ذلك لله جل وعلا، والمحروم من الناس من هجره ولم يقرأه فقد أضاع حظا عظيما من الخير والهدى، أما من عاداه فهو مدحور مخذول مقهور ، والقرآن عزيز بعزة من هو كلامه وبعزة من أنزله رب العالمين وإله الأولين والآخرين .
وهنا دعوة ندعوا إليها عموم المسلمين حكاما ومحكومين ودعاة وهداة وأدباء وتربويين وأباء وأمهات وشيبا وشبابا أن هذا القرآن في اتباعه والاهتداء به ، عز الدنيا ونجاة الآخرة فوالذي خلق السماء وأنزل الكتاب وأجرى السحاب لا يعتز المسلمون عموما ولا أفرادا إلا به وقد قال تعالى {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } [الزخرف: 43، 44]     يقول الشيخ السعدي رحمه الله : " {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ} فعلا واتصافا، بما يأمر بالاتصاف به ودعوة إليه، وحرصا على تنفيذه في نفسك وفي غيرك. {إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} موصل إلى الله وإلى دار كرامته، وهذا مما يوجب عليك زيادة التمسك به والاهتداء إذا علمت أنه حق وعدل وصدق، تكون بانيا على أصل أصيل، إذا بنى غيرك على الشكوك والأوهام، والظلم والجور.{وَإِنَّهُ} أي: هذا القرآن الكريم {لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} أي: فخر لكم، ومنقبة جليلة، ونعمة لا يقادر قدرها، ولا يعرف وصفها، ويذكركم أيضا ما فيه الخير الدنيوي والأخروي، ويحثكم عليه، ويذكركم الشر ويرهبكم عنه، {وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} عنه، هل قمتم به فارتفعتم وانتفعتم، أم لم تقوموا به فيكون حجة عليكم، وكفرا منكم بهذه النعمة؟"
كما ندعوا جميع العقلاء في الأرض إلى استنكار هذا الفعل الشنيع ومنعه من التكرار لأن ذلك رعونة واستخفاف بأعظم مقدسات أكثر من مليار مسلم ، ونحن في الوقت نفسه ندعوا هذا المسكين ومن وافقه أو عاونه لقراءة الكتاب العزيز فهو رسالة لهم وكتاب خير وهدى لهم وأنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لهدايتهم وفلاحهم قال تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} [الزمر: 41] فإن الموعد قريب والامتحان عسير والمحاسب لايفوته نقير ولا قطمير، وأن لاتغرهم الحياة الدنيا وأن لا يظنوا أنهم قد فاتوا الله جل وعلا أو أن ما يعطيهم ويمكنهم منه هو لخير لهم بل نسأل الله المعافاة سيكون لهم زادا إلى النار إن لم يهتدوا قال تعالى {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [آل عمران: 176 - 178] 
كما نهيب بجميع الجمعيات الإنسانية استنكار هذا الفعل والتحذير من مردوده، فيٌخشى أن يكون وسيلة لتغذية التطرف في المواقف تجاه أصحاب هذه الرعونات والتصرفات المشينة .
نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يدحر الطغاة الظالمين وأن يصلح أحوال المسلمين عموما 
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

 


الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب 

  4/7/1444هـ

خدمات علمية

اشترك الآن

Logo

جميع الحقوق محفوظة لموقع الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة و الأديان و الفرق و المذاهب © 2022

إس إس أيه للتقنية